ما هي أهم طرق العلاج من المخدرات

إدمان المخدرات هو مرض يؤثر على الجسد والنفس، وتعتبر المخدرات مواد تدخل الجسم دون هدف التغذية أو العلاج، وبشكل عام تؤثر على العقل والسلوك، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في تعاطي هذه المواد والرغبة الشديدة في استخدامها. وتختلف أنواع المخدرات وأشكالها، حيث يصنف البعض على أساس تأثيرها والبعض الآخر يصنف على أساس طرق إنتاجها أو حسب لونها، وهذا يجعل استخدامها غير مألوف وخطير على الصحة. وبعد فترة تعاطٍ، قد يحتاج المدمن إلى جرعات أكبر للشعور بالتأثير الذي يرغب به، ويصبح من الصعب عليه الاستغناء عن المادة التي يتعاطاها. لذا فإن البحث عن طرق العلاج لإدمان المخدرات يعد أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة وسلامة المدمن وإعادته إلى حياة طبيعية.

هناك أهمية كبيرة في البحث عن طرق علاج إدمان المخدرات، فالإدمان على المخدرات يؤدي إلى تدمير الحياة الشخصية والمهنية للمدمنين ويؤثر على أسرهم ومجتمعاتهم بشكل كبير. لذلك، من المهم بحث وتطوير طرق جديدة للتعامل مع هذه المشكلة وعلاج المدمنين من الإدمان. تشمل أهم هذه الطرق التخلص من المواد المسببة للإدمان والعلاج الطبي والنفسي، بالإضافة إلى إعادة التأهيل وذلك لتسهيل عودة المدمنين إلى المجتمع بشكل آمن وصحي. كما يساعد المجتمع المدمن في خلق بيئة داعمة ومساندة للمدمنين خلال فترة العلاج. ويمكن أيضاً تقديم العلاج المكثف في المستشفيات والمراكز الخاصة التي تتخصص في علاج الإدمان على المخدرات، وذلك لدعم المدمنين ومساعدتهم على التغلب على الإدمان بطريقة صحيحة وفعالة.

من المهم جدا في رحلة العلاج من الادمان تحديد حالة المدمن ومن ثم التخلص من المواد المسببة للإدمان. تعتبر هذه المرحلة هي الأولى والأهم في الخطوات العلاجية لانها تمهّد لمرحلة العلاج الطبي والنفسي. وتشمل هذه المرحلة إدراك المدمن لهذا المرض اللعين ومخاطره وأضراره، ومن ثم اتخاذ القرار بالتخلص من المواد المسببة للادمان والبدء في إنهاء السلوك الادماني. يتضمّن العمل على تغيير نمط الحياة والتفرغ لنشاطات بديلة مفيدة وتحسين العلاقات الاجتماعية. كما ينبغي مراجعة طبيب مختص لوصف العلاجات الضرورية للتخلص من الأعراض الانسحابية، اذ تختلف طرق العلاج حسب نوع العقار المسبب للادمان وحسب سِمَات وإحتياجات المدمن، ولذلك يجب الالتفات الى هذه المرحلة بعناية وبدون إستهانة.

من أهم مراحل العلاج من الإدمان على المخدرات هي مرحلة العلاج النفسي وإعادة التأهيل، حيث يتم تعليم المريض طرق جديدة وفعالة للتعامل مع بيئة خالية من وجود المخدرات، بشكل يضمن عدم العودة إلى التعاطي مجدداً. يتم الاعتماد في هذه المرحلة على عدة تقنيات ومنها المحادثة النفسية والعلاج السلوكي المعرفي، والتي تساعد على إعادة بناء الثقة بالنفس وتعزيز الإرادة والقدرة على مواجهة المصاعب. كما يعد برنامج الإثني عشر خطوة من البرامج التي تركز على تغيير العادات والمساعدة على التعافي وإيجاد بديل صحي وإيجابي للتعامل مع الحياة وضغوطها، لضمان عدم العودة مرة أخرى إلى تعاطي المخدرات. أما إعادة التأهيل النفسي فهي عملية مهمة في الحياة العلاجية لكل مدمن، حيث يجد الشخص نفسه ويعيد تشكيل شخصيته وحياته بطريقة إيجابية.

تُعدّ المرحلة الأخيرة من علاج الإدمان من المخدرات من المراحل الهامة جدًا للمعالج. حيث يجب على المدمن السعي للحفاظ على نفسه بعد الخروج من مرحلة العلاج. وهذا يعني الاستمرار في المشاركة في البرامج العلاجية والتدريبات النفسية، لحين تمكن الشخص نفسه من التغلب على الرغبة في المخدرات. يجب الإشارة هنا إلى أنّ هذه المرحلة قد تستغرق فترة طويلة، وتحتاج إلى شخص متحمس وصبور. كما يجب مراقبة المدمن بشكل مستمر بواسطة الأشخاص المُعيّنين لتلك المهمة، والتأكد من عدم العودة مرة أخرى لتناول المخدرات. ويمكن للمدمن خلال تلك المرحلة الاتصال بالأشخاص المدربين للحصول على المساعدة اللازمة والتردد على الجلسات الدعمية. تعتبر المرحلة الأخيرة من علاج الإدمان جزءًا أساسيًا للتأكد من تغلب المدمن بشكل كامل على هذا الداء الخطير.